Ratatouille ... حينما يكون البطل فأرا !!!

عندما شاهدت ترتيب الفيلم فى بداية الامر .. تعجبت كثيرا ان يكون فيلما كارتونيا يحوز على هذا القدر الكبير من الترتيب لدرجة انه يوضع ضمن افضل 250 فيلم فى افلام هوليود !!

ولكن عندما شاهدت الفيلم ادركت ان هؤلاء البشر يفكرون جيدا قبل ان يصنعوا شيئا - ولعل هذا ما يجعلنا دائما فى المؤخرة - فهم لن يقدموا لنا فيلما كارتونيا ساذجا يشبه افلام الكارتون التى تسلى الاطفال والكبار وترسم ابتسامة على وجوههم سرعان ما تختفى حينما يديرون اوجههم وينظرون الى الحياة وهمومها ...

لكنهم الان سوف يقدمون لنا قيمة لعلها تطرح للمرة الاولى فى الافلام السينمائية .. انها قيمة الثقة بالنفس والاحساس بما اعطاه لك الله من مواهب وقدرات تستطيع ان تستغلها جميعا بمشيئته فى خدمة ذلك العالم وامتاع الاخرين بها ..

ولكن .. ما الجديد اذن ؟؟

فمن حكم المؤكد ان يقدم لنا اى فيلم جيد افكار جديدة ومتميزة يقنعك بها فى نهاية الفيلم !!

وانى اتفق معك تماما فى هذا الرأى ..

فمن المؤكد انهم كانوا فى استطاعتهم ان يقدموا لنا فيلما امريكيا من العيار الثقيل للتحدث عن هذا المضمون خصوصا انهم تفوقوا من قبل فى ذلك .. وأى تفوق !!! .. فمن منا لم يشاهد beautiful mind وغيرها من الافلام التى تتحدث عن العقل البشرى وما اعطاه له الله من قدرات يستطيع ان يستغلها لخدمة ذلك الكون ..

ولكنهم الان يريدون ان يصنعوا الجديد ... فهم يرغبون ان يجعلوا تلك الفكرة من منظور اخر ومضمون متنوع يتيح لهم التنقل بين ادوات السينما الامريكية والاختلاف فيها حتى يشكلوا تلك اللوحة الفنية الرائعة فى النهاية .. تلك اللوحة هى ratatouille ..

فالجديد هنا انهم قدموا تلك الفكرة الرائعة فى بطل هو فأر !!! والموهبة هى موهبة ابعد ما يكون عن العقل .. انها موهبة الطبخ !!

فكان فى مقدرتهم ان يختاروا بطلا عبقريا للاداء مثل راسل كرو او غيره من الاستاذة فى هذا المجال .. ولكنهم اختاروا فارا صغيرا لكى يعلمك كيف تصبر وتستغل ما اعطاه الله لك من مواهب ..

وكان ايضا فى مقدرتهم اختيار موهبة فذة مثل الكتابة او الرسم او الصوت العذب او المواهب الرياضية المختلفة .. ولكنها اختاورا موهبة تتفوق فيها - وبجدارة - السيدة المصرية - ام نفس جنان - وكانهم يقولون لك : ان كان فار وتفوق بموهبة مثل الطبخ - حتى ولو كان خياليا - فانت تستطيع الوصول الى اعلى الدرجات وارقاها بمواهبك التى انعم بها الله عليك .. فقط اصبر وجاهد واتكل على الله .. وانت تصل ..

وبالطبع فيلم مثل ذلك .. كان لا يمكن له النجاح فى حالة غياب سيناريو مكتوب بطريقة رائعة ومثالية حتى تستطيع ان تجارى احداث الفيلم وتصدقه وتعيش مع هذا الفار الصغير ريمى ..

ومن الرائع ايضا بالفيلم القصة الرومانسية التى انشاها بين بطلنا Linguini & Colette تلك البطلة التى تمتاز بالحركة والمرونة والسرعة فى الاداء والذكاء ولكنها ينقصها الدقة والتمييز .. والبطل العشوائى المهزوز والذى يعانى دائما من نقص حاد فى الثقة بنفسه .. وتلك العلاقة الجميلة التى نشات بينهم وكان من الطريف ان يجعل بدايتها من ذلك الفار الصغير ريمى والذى جذب شعر صديقه حتى قبل صديقته وبدا الحب مفعوله بينهم !!

اذا فنص رائع .. واداء صوتى متميز .. واخراج له كل التقدير ... والاروع فكرة جديدة فى محتوى جديد تطل علينا من نافذة هوليود .. فما علينا فى النهاية سوى ان نرفع القبعات ونقول :

انه لفيلم رائع بكل المقاييس !!